کد مطلب:239455 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:129

و أما ما جری فی نیسابور
فلا یكاد یخلو منه كتاب یتعرض لأحوال الرضا (ع)، و مسیره الی مرو، فانه عندما دخل نیسابور تعرض له الحافظان : أبوزرعة الرازی، و محمد بن أسلم الطوسی، و معهما من طلبة العلم ما لا یحصی، و تضرعوا الیه أن یریهم وجهه، فأقر عیون الخلائق بطلعته، و الناس علی طبقاتهم قیام كلهم . و كانوا بین صارخ، و باك، و ممزق ثوبه ، و متمرغ فی التراب ، و مقبل لحافر بغلته ، و مطول عنقه الی مظلة المهد، الی أن انتصف النهار، و جرت الدموع كالأنهار، و صاحت الأئمة :

« معاشر الناس، أنصتوا، وعوا، و لا تؤذوا رسول الله (ص) فی عترته ..» .

فأملی صلوات الله علیه، علیهم، بعد أن ذكر السلسلة الذهبیة الشهیرة



[ صفحه 145]



للسند، قوله : « لا اله الله حصنی، فمن دخل حصنی أمن من عذابی.. »

فلما مرت الراحلة أخرج رأسه مرة ثانیة الیهم، و قال : « بشروطها، و أنا من شروطها » .

فعد أهل المحابر و الدوی، فأنافوا علی العشرین ألفا. كذلك وصف المؤرخون هذه الحادثة الشهیرة [1] و لسوف نتحدث عن هذه القضیة بالتفصیل فی فصل : « خطة الامام » ان شاء الله تعالی ..

و عن أسناد هذه الروایة، الذی أورده الامام (ع)، یقول الامام أحمد بن حنبل : « لو قرأت هذا الاسناد علی مجنون لبری ء من جنته » . علی ما فی الصواعق المحرقة، و نزهة المجالس [2] ، و غیر ذلك ..

و نقل أن بعض أمراء السامانیة بلغه هذا الحدیث بسنده ؛ فكتبه بالذهب، و أوصی أن یدفن معه .



[ صفحه 146]




[1] نقله في مجلة مدينة العلم، السنة الاولي ص 415 عن صاحب تاريخ نيسابور، و عن المناوي في شرح الجامع الصغير، و هي أيضا في الصواعق المحرقة ص 122، و حلية الأولياء ج 3 ص 192، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 135، و أمالي الصدوق ص 208، و ينابيع المودة ص 364، و ص 385، و قد ذكر قوله عليه السلام : و انا من شروطها، في الموضع الثاني فقط . و البحار ج 49 ص 127 ،126 ،123، و الفصول المهمة لابن الصباغ ص 240، و نور الأبصار ص 141، و نقلها في مسند الامام الرضا ج 1 ص 43 و 44 عن التوحيد و معاني الاخبار ص 353 / 352 و كشف الغمة ج 3 ص 98 . و هي موجودة في مراجع كثيرة اخري . لكن يلاحظ أن بعض هؤلاء قد حذف قوله عليه السلام : « بشروطها، و أنا من شروطها »، و لا يخفي السبب في ذلك.

[2] و فيه في ج 1 ص 22، قال : « انه (أي الامام أحمد ) قرأها علي مصروع فأفاق ».